ونحن شعب وقيادة ورثنا الديانة وصفاء العقيدة في هذه البلاد كابراً عن كابر قبل جماعة الإخوان بأكثر من 190 سنة، بحكم أن كياننا السياسي لم ينهض إلا على أساس راسخ من الدين الخالص المنقى.
تاريخ الشراكة الصادقة بين الدين والسياسة، توأمة متلازمة على مر حقب ثلاث، وهذه خصيصة أفرد الله بها هذا البلد، ولن تجد لها شبيهاً في سائر الأقطار والأمصار العربية والإسلامية المعاصرة.
نستذكر ميثاق الدرعية التاريخي العظيم بين رجل الدين ورجل السياسة، حينما شارط رجل السياسة: الإمام محمد بن سعود رحمه الله، رجل الدين: الشيخ محمد بن عبد الوهاب، باثاً إليه وجله ومبرزاً له مخاوفه في حال ما إذا تجشم معه بهذا الأمر ونهض بأثقاله فإنه ينصرف الشيخ عنه إلى غيره، فتنثلم حينئذ بيضة الدولة ويتضعضع قوامها ثم تفشل وتذهب ريحها، فكأن الأمام محمد بن سعود رأى أن هذا الأمر لن يستقيم له كيان ولن يستديم عليه بنيان إلا إذا ارتكز على هاتين القائمتين، وأن ذهاب أحدهما يفضي حتماً إلى ذهاب الآخر معه.
فما كان من الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلا أن بسط يده وقال: ” ابسط يدك، الدم بالدم والهدم بالهدم ” فكان ميلاد الدولة العربية التي رتقت أمصار الجزيرة العربية، فحلقت بعدئذ دولة عربية إسلامية بجناحي الدين والسياسة ولا غُنية لأحدهما عن الأخر حتى يومنا هذا.
إذاً فالدولة السعودية لم يختطفها المتدين من السياسي كما حدث في إيران، الأمة التي كان نساؤها قبل ثورة الفقيه يذرعن أرصفة طهران ( بالمني جوب) ودور اللهو وحانات الخنا تعمر أزقة أصفهان وشوارع كرمان ثم أضحت النساء في طرفة عين مخُمّرات الرؤوس مُكمّمات الأجساد.
وأيضاً لسنا كباقي الأقطار العربية نشأت شعوبها على التقاليد والأعراف والفطرة السليمة ثم أتى المستعمر فاستفز شُذّاذها ونصّب أراذلها فأفسدوا أخلاقها وهجّنوا أفهامها واتلفوا أفكارها.
هذه قصتنا الوجودية الكبرى، الديانة لا تنفك عن السياسة، والسياسة لا تنفك عن الديانة، بلاد وعباد مصيرهما أن يُحكَمان ويَحكُمان بما أنزل الله، وقد أفصحنا عن هذا المعنى وأعربناه بعد أن دخلت الديار المقدسة تحت جناح سيادتنا، فشئنا أم أبينا أن النظرة المصوبة إلينا والفكرة المنظومة عنا من آفاق العالم أننا حوزة الإسلام وعصمة الدين ومهوى أفئدة جميع المسلمين.
لذا..
لا ينبعث علينا كل مدخول الفهم ولا ينتفش علينا كل موتور الفكر وليمسك عنا كل من في قلبه لَوَث، ومن يريدالنيل من شعائرنا وهتك ثوابتنا وتدنيس قيمنا وطمس هويتنا
لأننا..
أُمة عرفت نقاء الديانة، وصفاء العقيدة، وفطرة الأخلاق الحميدة، قبل الإخوان ب 190 عام.
كتبه
محمد بن إبراهيم الهدلق
مقال جيد
المشكلة ان من يتسمون بالاخوان هم من يرى نفسه الممثل الاوحد للدين وغيره لا شيء
إعجابإعجاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام جميل وهو عين الحقيقة. وهو رد على من ينعق بمالا يعرف بقوله ( الاسلام السياسي ) جملة تقزز عندما يهرف به قليل الوعي ومعدوم الديانة. والدين لايمكن ان يقوم دون سياسة والعكس صحيح. الدين ينعقون بهذا القول كانهم يثلمون في دولتنا ويتهمونها بتسييس الدين وتدين الدولة. وهذا مايفخر به حكامنا. اما رمي اي مظهر من مظاهر التدين بالاخونة والصحوة فهذا افتراء فج القصد منه ذم الدين واهله. أصلا ح الله الراعي والرعية واعزالله الدين واهله وكفانا شر الاشرار وكيد الخونة والفجر. وصلى الله على نبينا محمد.
طابت ليلتك ،،،،،،،،
إعجابLiked by 1 person